ترحيل لاجئين سوريين

تضاربت التصريحات أمس بين المسؤولين الأتراك بشأن الأنباء عن ترحيل لاجئين سوريين، عقب اضطرابات وقعت مؤخراً في مخيم قرب الحدود مع بلادهم، فيما أبدت الأمم المتحدة قلقها إزاء أنباء الترحيل، في حين أظهرت دراسة أن عدد النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان بلغ 30 ألفاً. ونفت وزارة الخارجية التركية ترحيل لاجئين سوريين قسراً من مخيم «أقجة قلعة» الحدودي، بعد اشتباكات وقعت أول أمس بين اللاجئين والشرطة العسكرية التركية، وقالت الوزارة إن «ما بين 50 و60 شخصاً عادوا إلى سوريا طوعاً». وقال الناطق باسم الوزارة لفنت جومروكجو: «عاد بعض الناس منذ الليلة قبل الماضية، الأعداد تقترب من 50 أو 60، وربما شارك بعضهم في استفزازات الأربعاء، لكنهم عادوا بإرادتهم الحرة» إلى سوريا. وقبل تصريح الخارجية التركية، أكد مسؤول تركي في مخيم «أقجة قلعة»، الذي يضم أكثر من 30 ألف لاجئ: «هؤلاء الأشخاص شاركوا في أعمال العنف التي وقعت الأربعاء، ورصدتهم كاميرات المراقبة الأمنية في المخيم». وأضاف: «تم ترحيل ما يتراوح بين 600 و700. ولا تزال قوات الأمن تفحص اللقطات المصورة، وإذا رصدت المزيد ستقوم بترحيلهم». من جانبها، عبّرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها البالغ من تقارير بشأن ترحيل أعداد كبيرة من السوريين من تركيا، وقالت إنها تحدثت مع السلطات التركية بشأن المسألة. وقالت كبيرة الناطقين باسم المفوضية ميليسا فليمنغ: «تشعر المفوضية بقلق بالغ إزاء تقارير عن حادث خطير، ومزاعم بعمليات ترحيل محتملة من (مخيم أقجة قلعة) في الساعات الأربع والعشرين الماضية».

من جانب آخر، أظهرت دراسة جديدة أن عدد النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان بلغ 30 ألف نازح. وقالت مديرة «جمعية المساعدة الأميركية للاجئي الشرق الأدنى أنيرا» سمر اليسير، خلال مؤتمر صحافي في بيروت، إن «الدراسة التي أعدتها الجمعية عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا إلى لبنان، أظهرت أن عددهم في لبنان بلغ 30 ألف لاجئ».

مأساة

قال نائب مدير وكالة غوث ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» روبرت هيت، إن «مأساة الفلسطيني تتكرر منذ أن طُردوا من أراضيهم، وها هم اليوم يطردون من سوريا»، واصفاً حالتهم بأنها «مزرية». ولفت في تصريحات في بيروت أمس، إلى أن الحدود مع لبنان لا تزال مفتوحة أمامهم «في حين أنها صعبة على الحدود مع الأردن، وهنا في لبنان، ورغم الظروف الصعبة والقاسية، يجدون ملجأ أمان»، مشدداً على أن النازحين الفلسطينيين من سوريا يؤكدون لنا أنهم «يرغبون بالعودة إلى سوريا».